ها هي غالية...
أتت من بعيد...
على كتفها قلة ... وسلة من الكعك الساخن
كم شهي هو لذيذ
وشكلت ثوبها إلى أعلى ..
و أمسكت بيدها حفيدها الصغير
والمطر غزير..
وبخار كعكها الساخن..
مع هواء المطر
فعلوا الكثير
غالية فارعة الطول
عيناها زرقاوان
بيضاء بشرتها
نضرتان هما وجنتاها بحمرة خجلهما
وشعرها الخمري عليه حطة بيضاء شفافة
والثوب فلسطيني التطريز..
أسود اللون.. و قطبته حمراء
غالية هي شجرة
جذورها قديمة .. وعليها أنبتت فروع
وحفيدها بحرارة دفئها أحس الأمان
وإلى ساقها شد هو ثوبها
على طريق رملي
في مخيم اللجوء
لاح لها ابنها في بلاد الشتات
طيف قريب
وأحسته إليها قادم
كما كانت تغادر إليه كالطيور
هناك في دار ابنها
شعر أحفادها بكينونتها فلسطين
هاهي أتت من بعيد...
وجسدت حلم الصغير
في وطن كبير
.........
وكانت حليمة هي جدة اللجوء
من قرب طبريا بحيرة الهدوء
لجأت إلى بلاد اللجوء
وقصة البحيرة بصفاء مياهها
وبأهلها هي البحيرة كان أصل الطريق
صنعت حليمة ملحمة اللجوء
وكانت طروادة أكملتها غالية
بين الشتات , و اللجوء
........
كانت حليمة حنونة الصوت
واسعة الصدر ... ولحياتها صبر
لم يوصفه شاعر عتيق
......
لهجات , و لكنات عديدة
تحدثها الفلسطيني
ولكنها كانت وحيدة
هي لغة الفلسطينيين
لا يفهمها غيرهم هم لها أصحابها
إذ أتقنوا كل لغات العالم
و من إتقان لغتهم كانوا محرومين
.......
ضاعت هويتهم
وللأحفاد ما بقي إلا الطريق
بحثا عن هوية سفر
تؤنس هذا الطريق
فبدونها ما بات سفر , ولا وطن عريق
.........
ضاعت أحلام الطفولة
وبدأت طروادة الطريق
وارتشفت طفلة رمق الرجولة
نحو أمد بعيد..
تبحث عن هوية..
أضاعها زمن قديم..
فاستمرت بالطفلة ثورة
بثوب جدتها القديم..
متعطشة لفلسطينيتها...
فقد حرمتها الكثير..
ولكنها كالصخرة...
صلبة العود..
لمخيلتها انتفاضة الجنين..
نيروز قرموط