دقت نواقيس الغضبْ
للشاعر المصري
فرج أبو الجود
دقت نواقيس الغضبْ
والموعدُ الحقُ اقتربْ
من كان يحسب أنه
دوما سيغلب قد غُلِبْ
الله أكبر قد أتى
كالسيل ما لم يُحْتسبْ
الفجر أقبل نوره
والليل يلتمس الهربْ
في كل ناحية ترى
نجما لديهم يلتهبْ
دق الخراب وإنما
بالكَرْبِ تبتدئ الكُرَبْ
فجر النهاية قد أتى
يجري فمهلاً وارتقبْ
ولت رياح الغاصبين
وضل ريح المغتصبْ
من ظل يلعب باللظى
حتما سيحرقه اللهبْ
وكذاالأسافل إن علت
يوما سيسقطها النسبْ
ليس العلو لمن علا
ظهْر البيوت ومن سلبْ
عيناه تقتحم الحمى
كالعبد ينقصه الأدبْ
أمن تأبط شره
يغري الخلائق بالكذبْ
والبغي فوق لوائه
علم يتيه بما نهبْ
بوشية مغرورة
جرباء يلعنها الجربْ
دق الخراب وإنما
بالجمر يشتعل الحطبْ
ظن الخبيث بأنه
دوما سيلتهم الرطبْ
فبنى بأكوام الثرى
للجور سرحا مضطربْ
تبت يداه وما بنى
تبت يداه أبي لهبْ
بل ألف تبٍّ ربما
بعض الجزاء بما كسبْ
والله يا بوش الخراب
لتذهبن كمن ذهبْ
فاخسأ فمثلك كم دعي
في جهنم يلتهبْ
كم من مبير جاء مثلك
ثم أدبر وانسحبْ
آثار شرك يا خبيث
لسوف تفضحها الكتبْ
كم مات من متهجدٍ
تحت الحصار بلا سببْ
ومعذب خلف السجون
يسيل من فيه التعبْ
أطفالنا تبكي هنالك
تستغيث فمن يجبْ
والماجدت الطاهرات
من الأسافل تغتصبْ
قرآننا في كفه
أوراقُ تحلو للعبْ
هذا الذي دقت له
بالدف حكام العربْ
يستبرئون من الذباب
ويذبحون على النُصُبْ
ويراقصون بن البغي
بن الدعي بن الكَلِبْ
للعهر في أوطاننا
عجب يحار له العجبْ
ذروا التراب فربما
يأتي التراب بمن ذهبْ
أواه يا زمن الخنى
ما بال عهرك يُسْتَطَبْ
واستُبدِلَ المَلِكُ الرشيدُ
المستنيرُ بمُحتَطِبْ
هيهات أن يسمو الصفيح
وان تلالا كالذهب
فاعجب لحكام الهوان
يصفقون لمن غلبْ
فئرانُ تشجب خيفة
والفأر أجبن من شجبْ
أين الجيوش كأنها
صفت هنالك للعبْ
أين السلاح أظنه
في الأرض تأكله العُلبْ
فانظر بعينك هل ترى
إلا شعوباً من خشبْ
أف لقوم ليس من
حكامهم غير الذَنَبْ
إني لأشباه الرجال
لأستحي أن أنتسبْ
فاضرب بنعلك من يقل
عاشت جواميس العربْ
