الحديث يكثر عن تنمية وتمكين المرأة من خلال مشاركتها في مختلف مجالات الحياة وأصبحت هذه المقولة بمكان من مسلمات العصر، فتفعيل دورها في المجتمع يفجر ما لديها من قدرات وإمكانيات ويساعدها على النهوض بمستوى رفاهية المجتمع من خلال المشاركة والإبداع، ولا شك أن ذلك يتطلب الكثير من تصحيح للمفاهيم والعادات والتقاليد، وذلك يساعدنا على تقديم الصورة الحقيقية لأوضاع المرأة في المجتمع الفلسطيني؛ فتفعيل دورها في التنمية بكونها ليس فقط نصف المجتمع بل هي القلب النابض لمدرسة القيم والأخلاق والتعليم والتعلم في حياة الأسرة بصفة خاصة وفي المجتمع ككل بصفة عامة، وهو ما صرح به في الأمس القريب دولة رئيس الوزراء " حق المرأة في المشاركة والبناء وإعطائها حقوقها كاملة هو جزء من رؤية الحكومة وبرنامج عملها للعامين القادمين" في افتتاحية الجدارية الخاصة بالمرأة.
لكن ما نلاحظه هذه الأيام من الاستبداد الفكري والقهر الأسري والظلم المؤسساتي للمرأة الفلسطينية عن كونها الإنسان غير الكفؤ مقارنه بالرجل من خلال الإحصاءات الرسمية التي تتحدث عن النسبة الأقل لالتحاقها بالوظائف الرسمية وغير الرسمية في مؤسساتنا الحكومية وغير الحكومية تأملنا الخير الكثير يا دولة رئيس الوزراء في فترة رئاستكم هذه فانتم من ضم وللمرة الأولى 4 نساء إلى وزارتكم العتيدة، لذا فالرجاء على قدر الاحترام والتقدير.
فالمرأة الفلسطينية بعد هذا الكم الهائل من التضحيات تستحق أن تستكشف إمكاناتها وان تقوم بتجريب قدراتها وان تتخذ مهاراتها التعبيرية والقيادية وهذه جميعا ليست متاحة في مجالات كثيرة في مجتمعنا، فالمرأة حيث تعمل في محيط يحاول ألا يتسم بالعنف وان يستظل بمعايير وقيم لا تحيزية وان يوفر آلية تقاليد من التبادل والتواصل اللاقمعي، كل ذلك يزيد من احتمال تألق المرأة وتأثيرها في العديد من المواقف الحياتية .
ولهذا لا بد من دعم للدور الذي تطلع به مؤسساتنا وعلى رأس هرمها مجلس الوزراء، لذا نتمنى عليكم يا دولة رئيس الوزراء المساهمة في تعزيز وضع المرأة المجتمعي وذلك بمراجعة التشريعات القائمة واقتراح تشريعات من شأنها إزالة القيود التي تواجهها، فعلى المجتمع بكل مؤسساته أن يواصل العطاء في تعليم المرأة وتكوينها وتشغيلها وحماية حقوقها من خلال معالجة أوضاعها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا، وان يضع أهدافه للاندماج الاجتماعي للمرأة في كل المشروعات التنموية وتفعيل إسهاماتها في التنمية المستدامة وتعظيم مشاركتها في المشروعات التنموية للاستفادة من منجزاتها وهذا ما نتمناه .